as7aap-ll2pad
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى بيضم كل ما تتمناه من اخبار فن ورياضه وكل ما يهمنا شباب وبنات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة محزنة جدا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bond2aaa
مدير المنتدى
مدير المنتدى
bond2aaa


انثى
عدد الرسائل : 660
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالبه تتمنى التخرج
المزاج : مطرئعه
تاريخ التسجيل : 23/12/2007

قصة محزنة جدا Empty
مُساهمةموضوع: قصة محزنة جدا   قصة محزنة جدا I_icon_minitimeالخميس 27 ديسمبر 2007 - 2:33

برااءهـ )


براءه...براءه...براءه

صوت أخي الصغير البالغ من العمر سنة ونصف ينطق باسمي بصعوبة بالغة ...

يا لجمال ورقة صوته الذي أخذ يتسلل إلى قلبي أخذته وضممته إلى صدري

وبعد برهة تذكرت تلك الحادثة و أبعدته عني بسرعة ,

لا أريد أن أتذكر الحادثة التي اتهمت بها لكن عقلي يأبى أن ينساها

كأن عقلي يريد أن يترجمها لي حرفا بعد حرف

أهز برأسي أريد أن أنساها

لكن

هيهات أن أرتاح من ذلك الحزن الذي أعيشه

فأستسلم لحادثتي وأكمل قراءة سطورها المحفوظة في ذهني وأعيشها لحظة بلحظة...



كان لي أخ صغير اسمه يزن

منذ أن ولدته أمي وأنا أشعر بشعور غريب نحوه

كل عواطفي ومشاعري أهديتها إياه كل الحب والحنان الموجود في قلبي سلمته له

تعلقت به جدا وقد تعلق بي أيضا ...

أحب أخوتي الآخرين لكن ليس بمقدار حبي له ...

أقبل يزن ويقبلني أحممه أحيانا عن أمي التي أحبها يزن هي الأخرى فأنتقي له أجمل الثياب من خزانته الصغيرة التي لازالت تذكرني به ,

أسرح شعره المسترسل على رقبته وأدغدغه لأسمع ضحكته الطفولية الجميلة ,

كان ينام جانبي أحيانا وبجانب أمي أحيانا أخرى ...

يكبر الصغير يزن ويكبر وأنا أراقبه وأراقب ما يطرأ عليه من تغيرات في ملامح وجهه الوسيم ....

وكأني .. كأني أمه .

في يوم من تلك الأيام التي كان ينام فيها أخي بجانبي ,

وبعد أن ساعدته في تنظيف أسنانه توجهنا إلى الفراش

وطلب مني أ ن أحكي له قصة جميلة ومختلفة عن تلك القصص التي كنت أرويها له من قبل

فاخترت له قصة سيدنا موسى عليه وعلى نبينا محمد وآله أفضل الصلاة والسلام

وأخذت أرويها له وما إن وصلت إلى دور أخت سيدنا موسى عليه السلام

نام أخي الصغير ذو الستة أعوام على غير عادته فلم يقل لي تصبحين على خير كما عودته

أعطيته قبلة الحنان التي أطبعها كل ليلة على خده ,

أنظر إليه في محبة وأرى ابتسامته البريئة على الرغم من عينيه المغمضتين في هدوء وأمان ,

أغمضت عيني واستسلمت للنوم ....

في منتصف الليل أيقظني صوت أخي المتنهد بصرخات فظيعة يصرخ باسمي

براءه .. براءه .. براءه ..

وكأنه قد رأى كابوسا مخيفا في نومه , ضممته إلى صدري

وأحطته بيداي أحسست بدقات قلبه تنبض بسرعة وشدة وسيل من دموعه يبلل ملابسي

فجأة ...

هدأ صوته وتباطأ نبضه نظرت إليه في ذهول فإذا به يلفظ أنفاسه الأخيرة وأغمض عيناه ....

شيئا غريبا يحدث أناديه يزن .. يزن .. يزن ..

لا يرد علي

أحركه..

لا استجابة

تأكدت من نبضه ..

وهنا كانت الصدمة إنه لا يتنفس .

حملت يزن وذهبت به إلى أمي وأبي

طرقت باب غرفتهما بجنوووون وإذا بأمي تفتح الباب مذهولة مني ومن دموعي الفائضة ومن شكل أخي الصغير..

ـ ما بك يا براءه وما الذي ...

وقبل أن تكمل كلامها قاطعتها قائلة :

أمي.. يزن...لا أدري الذي جرى به

ذهبنا به إلى المستشفى وأثناء كشف الطبيب عليه في الغرفة ,

كنا واقفين في الخارج ننتظر النتيجة ونظرات حائرة متبادلة تجول بيني وبين أمي

ويظهر على عينيها ألف سؤال وسؤال , خرج الطبيب إلينا مطأطأً رأسه في الأرض ويهز

ـ لا أمل بحياته إنه ميت لقد مات بسبب سكتة قلبية.

صرخات تعلو مني ومن أمي وبكاء وعويل ,

دخلنا الغرفة ...

انكببنا عليه أنا وأمي نودعه فلا أمل في عودته إلينا ,

واحدة منا تقبله والأخرى تمسك بيديه الصغيرتان وتمسح على رأسه ...

لماذا رحلت ..

لماذا رحلت يا أخي العزيز ..

لماذا رحلت وتركتني , أنت أملي الوحيد وبسمتي في هذه الحياة.

مضت أيام على رحيله قررت أن أذهب إلى أمي وأجر معي ثيابي السوداء أحكي لها عما حدث لي مع أخي في تلك الليلة علني إن حكيت لها يخف ألمي وحزني

ويتوقف بكائي وفي نفس الوقت أجيب على نظراتها الحائرة..

وقفت على قدماي اللتان باتا لا يستطيعان ولا يقويان على حملي ,

ذهبت إليها أقدم خطوة وأؤخر خطوة ...

وأخيرا وصلت إلى المكان الذي تجلس فيه أمي, لم أدخل لأني سمعت أمي تقول :

ـ هي السبب ... هي السبب في وفاة ابني , ليتني لم أجعله ينام بجانبها في تلك الليلة .. ليتني لم أؤمنها عليه لا زالت صغيرة لم تتجاوز الخامسة عشرة ليتني لم ...

هنا توقفت ودار رأسي ولم أستمع إلى بقية حديثها مع أبي فهو يهدئها ويقول لها الأعمار بيد الله وهي لا تكف جزعا..

غادرت إلى غرفتي وآلامي تعتصر قلبي ودموعي تكاد تحرق وجنتاي من حرارتها .

في الليل لم أستطع النوم ذهبت إليها وهاجمتها قائلة :

ـ يكفيني ألما وحزنا فقد أخي , لما تزيدين علي باتهامك إياي بقتل أخي ..
ألأنني زدت جرعة دواءه بعدة ملي لترات فقط ؟
صدقيني هذا الدواء لا يؤثر في الجسم حتى وإن زدت الجرعة جرعتان
فكيف يكون موته لهذا السبب كما تقولين؟ ..

وشيئا فشيئا اختفى صوتي أثناء ما كنت أحكي لها الحادثة فغدوت أظهر حرفا وأخفي حروفا عندما انتهيت من كلامي وقفت مديرة إلي ظهرها وغادرت المكان وتركتني ..

إلى يومي هذا وبعد أن أنجبت أمي أخي الرابع سامر الذي يقف بجانبي الآن وأنا أتذكر موقفها معي كأن هذا الموقف يدل على عدم رضاها عني .. كأنه يدل على حقدها علي .

إلى الآن علاقتي معها سطحية لا تبدو كالعلاقات الأخرى بين الأم وابنتها فكلما نظرت إلى عينيها أجد نظرة متهمة ولائمة .. غدوت لا أنظر إلى عينيها.

أشعر بفراغ كبير في قلبي ووحدة تكاد تميتني , بت لا أقترب من أخوتي الثلاثة الصغار .. لا أدري ما ذنبهم هؤلاء المساكين , لكنني هكذا ...

أفقت من تفكيري وذهبت إلى درج طاولتي أنظر في بطاقة العائلة

هل حقا اسمي براءه ... لا أعتقد أني بريئة في نظر أمي ...

بكيت وبكيت وعلا صوتي فأتى إلي أخي الصغير سامر الذي بالكاد ينطق باسمي وأمسك بثوبي

لكني أبعدته عني بقوة ...

يا لقسوة قلبي

ثم ذهب إلى أمي مسرعا يقول لها ماما ... ماما مشيرا إلى غرفتي وهو يقول لها براءه

أتت إلي أمي قائلة براءة ما بك ؟

لم أجبها بأي كلمة فرفعت أمي رأسي ونظرت إليها ,

لقد كانت دموعي هي كلماتي وجملي

فهمت أمي ما يجول في خاطري, لقد كان قلبها دليلها .

ضمتني إليها بحنان قائلة :

ـ أنا سامحتك يا ابنتي بل أنني أطلب العفو والغفران منكِ فالذنب ليس ذنبك في موت أخيك ولا ذنبي ,
لقد أراد ربنا استرداد أمانة استودعها إيانا ولقد حميناها نحن الاثنتان وحفظناها , فلما نجزع ؟

لقد ذهبت إلى الطبيب منذ أسبوعين وسألته إن كانت جرعة الدواء الزائدة
تسبب الوفاة فنفى كلامي بقوة
لقد حاولت أن أعتذر منك منذ ذلك اليوم لكنني كنت محرجة , أنا آسفة يا ابنتي.

تحولت دموعي من حارقة إلى دافئة

وسعادتي تكاد لا توصف ,

قبلت أمي وابتسامتها بدت مفعمة بالسعادة والرضا.

أمسكت أمي بيدي وساعدتني على النهوض وخرجنا من الغرفة ...

قلت لها :

ـ شكرا لكِ يا أمي

أردفت قائلة :

ـ أذهبي والعبي مع أخوتك الصغار وعامليهم كما كنت تعاملين يزن,
فبيان وجهاد وسامر في انتظارك ..

تدافعوا إلي أخوتي فامسكوني بقوة
, بيان تقول العبي معي
وسامر يقول احمليني
وجهاد يقول تعالي معي لأريك لعبتي الجديدة ...

أتت أمي تحمل إلي هدايا :

انظري يا ابنتي ماذا أحضرنا لكِ أنا وأبوك وأخوتك بمناسبة عيد مولدك

هل نسيتِ يا ابنتي.

ذهلت ... هدايا , هذا يعني أن أمي أرادت أن ....

الحمد لك يا رب

أنت الذي خلصتني من هم دام سنتين لم أذق فيه إلا الآلام,

أنا براءه حقا أنا براءه, شكرا لك يا رب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://as7aap-ll2pad.ahlamontada.com
 
قصة محزنة جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
as7aap-ll2pad :: أجتماعيات :: قصص واقعيه-
انتقل الى: